بمناسبة ذكرى الاستقلال، وفي إطار الأنشطة الثقافية التي تشرف عليها كلية أصول الدين؛ نظم نادي مريم أم المجد يوم الأربعاء 18 نونبر 2015 زيارة استطلاعية للخزانة الداودية في مقرها الجديد، حضرته مجموعة من الطالبات العضوات في النادي.
وقد جاء هذا النشاط بعد الدعوة التي قدمتها الأستاذة حسناء داود عضو المجلس العلمي، ونجلة المؤرخ محمد داود، يومَ الحفل الافتتاحي للنادي لزيارة هذه المكتبة.
بدأ اللقاء بترحيب من الأستاذة حسناء داود، ثم عرض للمحطات المميزة من التاريخ الحافل لوالدها المؤرخ والفقيه محمد داود رحمه الله، خاصة دوره في المقاومة أيام الاستعمار وحتى بعد الاستقلال، واهتمامه بالتعليم ومساهمته المميزة في ذلك بهدف الحفاظ على الهوية الاسلامية للمغاربة أمام أهداف المستعمر المُفسدة.
ثم ما كان له من فضل بعد الله في تأسيس تلك المكتبة، وقد ذكرت ما تحتويه من كم هائل من الكتب في مختلف العلوم والفنون وبمختلف اللغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية.. وغيرها)، وكذا مجموعة من الصحف والمجلات والوثائق النادرة، والصور القديمة، التي تعتبر اليوم من الكنوز، ينقب عنها الباحثون ويقصدونها من شتى البلدان العربية والغربية.
وانتقلت الأستاذة حسناء إلى التعريف ببعض مؤلفات والدها المؤرخ -رحمه الله- كـكتاب "تاريخ تطوان" في أجزائه 12، والذي كان في الأصل مشروعا لـ 15 جزء، ولكن توفي الفقيه محمد داود قبل إتمامه، لتستكمل مشروعه نجلته الأستاذة حسناء. وكذا كتاب "عائلات تطوان" الذي يجمع أسماء كثير من العائلات التطوانية والذي أضافت إليه الأستاذة حسناء بعض الأسماء الأخرى استكمالا له.
بعدها أخذت الأستاذة حسناء عضوات النادي في جولة تعريفية وتعرّفية بمرافق المكتبة، وبالكنوز العلمية التي توجد بها.
قد حَظَين بفرصة تصفح مجموعة من الكتب والمجلات والصحف القديمة، وقراءة بعض الوثائق، ومشاهدة الأوسمة ومجموعة من الأغراض القديمة والخاصة بالفقيه محمد داود رحمه الله.
وبالنسبة للمقر الجديد الذي نُقلت إليه الخزانة الداودية، تحكي الأستاذة حسناء أنه أثناء توشيحها بالوسام الملكي من طرف الملك محمد السادس نصره الله، سألها عن حال مكتبة والدها فأخبرته أن المكتبة تحتاج إلى مقر جديد، فما كان إلا أن لبى جلالة الملك رغبتها وأمر بأن يُوفَّر للمكتبة مقرٌ من اختيار الأستاذة، وذاك ما كان بفضل الله.
واختتم اللقاء بالشكر الجزيل الذي تقدمت به الطالبات للأستاذة حسناء داود على سعة الصدر وحسن الاستقبال والترحيب، وعلى كل ما تفضلت به عليهن من معلومات قيّمة وفوائد ونصائح، وكذا التنويه بالمجهود الذي تبذله الأستاذة حسناء لإكمال مسيرة والدها والحفاظ على تراثه. مع الاتفاق على زيارات قادمة إن شاء الله، بعد أن يتم استكمال ترتيب المكتبة، وتفتح أبوابها للطلبة الباحثين، فهناك ممّا يهمهم الشيء الكثير.
رحم الله المؤرخ والعلامة الكبير محمد داود، وجعل ما خلّفه من علم ينتفع به في ميزان حسناته.
والحمد لله رب العالمين.