تحتفل كلية أصول الدين بخرجي مسلكي الإجازة والماستر وتتشرف بإلقاء فضيلة العلامة الدكتور محمد بنشريفة للدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2015/2016
أقامت كلية أصول الدين يوم الإثنين 21 دجنبر 2015 حفل التخرج لفائدة طلبة وطالبات مسلكي الإجازة والماستر، تم خلاله تكريم ثلة من العلماء والأساتذة، والاحتفاء بتوقيع اتفاقية الشراكة والتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، كما تشرفت الكلية باستقبال فضيلة العلامة الدكتور محمد بنشريفة الذي تفضل بإلقاء الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2015/2016.
استهل اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والترحم على الأستاذ الفقيد أحمد الخطابي، والمرحوم الطالب أحمد العرود من سلك الماستر.
ثم أعطيت الكلمة في البداية للسيد عميد كلية أصول الدين الدكتور محمد الفقير التمسماني الذي رحب بالضيوف الكرام والأساتذة والطلبة، مهنئا إياهم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتخرج طلبة الإجازة والماستر في كلية أصول الدين.
تلتها كلمة ترحيبة للدكتور حذيفة أمزيان رئيس جامعة عبد المالك السعدي الذي شكر للدكتور بنشريفة والدكتور الروكي حضورهما المشرف، مهنئا السيد العميد بتخرج الطلبة الذي يعد تتويجا آخر لمساره العلمي والعملي، مبرزا الفضل الكبير لآباء الطلبة والأساتذة والأطر التربوية بالكلية في هذا النجاح.
كما جاء في كلمة فضيلة العلامة الدكتور محمد الروكي، التعبير عن السرور الكبير بهذا الحفل الذي هو مظهر من مظاهر الاحتفال بالعلم ورواده وأبنائه، مشيدا بالدور المهم للكلية في نشر الفكر الوسطي الذي يشرق نوره على النفوس والعقول، ملقيا قصيدة من إنشائه احتفاء بالمناسبة، في مدح الجدية والأخلاق العالية للطلبة وطالبات الكلية.
وفي جو بهيج انطلق الاحتفاء بالمتفوقين من طلبة وطالبات سلكي الإجازة والماستر من خرجي الموسم الجامعي 2015/2016، وذلك بتوزيع جوائز قيمة عليهم، ثم تسليم دروع التكريم لكل من فضيلة العلامة الدكتور محمد بنشريفة والسيد الأستاذعبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وفضيلة العلامة الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين سابقا اعتبارا أن المتخرجين المحتفى بهم كانوا في عهده، والدكتور حذيفة أمزيان رئيس الجامعة تقديرا لما يبدله من جهود في دعم الكلية.
واعترافا بفضل أساتذتهم قدم طلبة الماستر دروع التكريم لكل من الأستاذ الدكتور محمد التمسماني منسق ماستر العقيدة والفكر في الغرب الإسلامي، والأستاذ الدكتور توفيق الغلبزوري منسق مسلك الفكر الإسلامي والحضارة في المغرب.
وتقديرا لما حققه وفد كلية أصول الدين من رحلته إلى جامعة غرناطة وكلية الإلهيات من نجاح منقطع النظير، قدم عميد كلية أصول الدين درع الكلية إلى المسؤول عن الوفد الأستاذ يوسف بن الحداد وشهادة التقدير إلى الأستاذة حنان المجدوبي المسؤولة عن مجموعة البحث.
بعدها وفي إطار الانفتاح المستمر والمتواصل على الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تم توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون بين الكلية ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وبالمناسبة تم عرض شريط بعنوان "كلية أصول الدين في حوار مع الآخر"، وألقى السيد عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج كلمة عبر فيها عن سعادته بتوقيع الاتفاقية وعن حرصه بتفعيل مضمونها في أقرب الآجال، كما شكر بالمناسبة الكلية على مجهوداتها المتميزة من أجل إشاعة ثقافة التعايش، طالبا من السادة العلماء الإسهام في تثقيف العقول من خلال إنتاج مؤلفات مبسطة في مضمونها وموجهة إلى غير المتخصصين من المغاربة.
ثم أُعلن عن مشروع بث راديو كلية أصول الدين على شبكة الإنترنت، والذي يدخل ضمن أهدافه العلمية الأكاديمية تقديم الدعم البيداغوجي للطلبة، وتسهيل عملية التواصل من حيث اطلاع الطلبة على المستجدات العلمية للكلية.
وفي الفقرة الثانية من هذا اللقاء، الذي افتتح بكلمة تاأطيرية للسيد عميد الكلية الدكتور محمد التمسماني، عرف خلالها بالمكانة السامقة التي يحتلها فضيلة العلامة الدكتور محمد بنشريفة في سماء الإبداع الفكري؛ فهو شيخ المحققين، محيي التراث ومثبت لمعالمه في الغرب الإسلامي، وهو الذي شرف المكتبة المغربية والأندلسية بإنتاجه الفكري المتميز.
كما عرف فضيلته بأهمية موضوع الدرس الذي جعل له عنوانا: " بين ابن عبد الملك المراكشي وابن رشيد السبتي: الذاكرة الواعية للمنظومة الفكرية المغربية"، وتتمثل أهميته في كونه خطابا موجها للشباب باعتبارهم حصن الأمة وعنوان مستقبلها والدرع الحصين للوطن، وذلك من أجل إيقاظ هممهم، وغيث قلوبهم بإطلاعهم على الأمجاد الفكرية لأسلافهم.
أعرب فضيلة العلامة الدكتور محمد بنشريفة في مستهل درسه عن شكره تقديره للكلية في شخص عميدها، وأشاد بمجهوداتها في الاعتناء بالعلم والعلماء، ثم جعل الدرس في محاور أهمها:
- تقديم ترجمة وافية للعلمين ابن عبد الملك المراكشي وابن رُشيد السبتي، والتعريف بأهم مؤلفاتهما.
- الإشادة بشغفها بالرحلة من أجل التلقي؛ فقد كانت لهما رحلات عبر أرجاء الغرب الإسلامي، وزاد ابن رُشيد بفضل اهتمامه بالأسانيد الرحلة إلى المشرق والتي سجل خلالها تأليفه الجليل في تسعة أسفار وسماه: "ملأ العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهتين بين مكة وطيبة".
- التذكير بفضل الأندلسيين الوافدين على المغرب مند عهد المرابطين في المكانة العلمية التي وصل إليها المغاربة أمثال ابن عبد الملك وابن رشيد.
- الدور الجليل لإحياء التراث المغربي والأندلسي في إغناء الثقافة المغربية، وكذا أهمية التوجه نحو دراسة التراجم والأعلام دراسة منهجية.
- ختام الكلمة بالتنبيه إلى توفر المغرب على الكفاءة العلمية لأبنائه الطلبة التي تضمن استمرار البحث العلمي المبني على أساس الجد والصدق والأمانة غير مغشوش ولا مدخول.
شكر السيد العميد فضيلة الدكتور على درسه الذي ازدان بالنصائح والتنبيهات المنهجية والتوجيهات السديدة في الفكر، والفوائد المرتبطة بكيفية صناعة الرجال بالصبر والتحمل؛ إذ لا ينال العلم إلا بالقراءة المتواصلة والمتأنية المتثبتة في تراجم الأعلام.
واختتم هذا الحفل العلمي بتقديم بعض منشورات الكلية لكل من الدكتور محمد بنشريفة والدكتور عبد الله بوصوف والدكتور مصطفى المرابط المستشار لدى مجلس الجالية المغربية بالخارج، والدكتور عبد اللطيف الجيلاني رئيس مركز إحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء.