نظمت كلية أصول الدين يومه الأربعاء 04 ماي 2016 نشاطا علميا تحت عنوان " علوم الأديان في التراث الإسلامي كتابات المهتدين إلى الإسلام من أهل الكتاب - نموذجا
شارك في تأطير هذا النشاط ثلة من السادة الأساتذة الباحثين :
- الدكتور : مصطفى بوجمعة ( أستاذ بكلية أصول الدين )
- الدكتور : أحمد الفقيري ( أستاذ بكلية أصول الدين )
- الدكتور: يوسف بنلمهدي ( أستاذ بكلية أصول الدين )
- الدكتور : عبد العزيز اشبابو ( أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة وباحث في علوم الأديان)
وقد افتتح هذا النشاط بآيات من الذكر الحكيم أعقبتها مداخلة للأستاذ أحمد الفقيري بعنوان " مدخل حول الأديان في القرآن الكريم والسنة النبوية " ، تطرق فيها لتعريف الدين في اللغة والاصطلاح ، ثم قدم دراسة مصطلحية لمفهوم الدين في القرآن الكريم والذي ورد بمعان مختلفة منها : الإسلام والتوحيد والحساب ... ثم ذكر أوصاف الدين في القرآن الكريم وهي " الحق ويقصد بها الشرعية ، والقيم ويقصد به: المستقيم ، والواصب: أي المستمر والمتواصل .
وفي الشق الثاني من المداخلة تحدث السيد الفقيري عن علاقة الدين بالقرآن وضوابط التعامل مع الأديان من خلاله ، وذكر من جملة هذه الضوابط : الاعتراف الواقعي بوجود الأديان ، وترسيخ الحوار كآلية فعالة للدعوة والتواصل مع الآخر.
بعدها ألقى الأستاذ يوسف بنلمهدي مداخلة بعنوان " من تراث المسلمين في علوم الأديان : إسهامات علماء أهل الكتاب المهتدين إلى الإسلام " واشتملت على أربعة محاور :
المحور الأول : المفاهيم : تحدث في هذا المحور عن مفهومي المهتدين وعلوم الأديان ، و اشتمل الحديث في المحور الثاني على : تأصيل مفهوم المهتدين من الكتاب والسنة .
أما المحور الثالث فقد خصصه السيد بنلمهدي للحديث عن أسباب دخول المهتدين إلى الإسلام وفي طليعتها : توفيق الله سبحانه وتعالى ، ثم الفطرة السليمة وقراءة القرآن ، إلى جانب المقارنة بين الدين الإسلامي وديانة أهل الكتاب ، و الصلاة في الإسلام التي جمعت بين الشعائرية والروحانية ، ثم أسباب أخرى حضارية.
وفي المحور الأخير تحدث المحاضر عن مناهج أعلام المهتدين في الدعوة كالسموأل وعبد الله الترجمان ورضوان الجنوي وغيرهم ، بحيث إن هؤلاء يصرحون من خلال كتاباتهم بالأمور التي اجتذبتهم إلى الإسلام ، ثم أكد السيد بنلمهدي على ضرورة التركيز على هذه الأمور واستثمارها في الدعوة .
ثم ختم كلمته بتوصيات مهمة مثل ضرورة الاهتمام بعلم الأديان ومراعاة ضوابط أساسية في التعامل مع المهتدين لتحصل الإفادة من فكرهم.
وفي المداخلة الثالثة التي كانت بعنوان " المنهج النقدي في كتابات علماء اليهود والنصارى الذين اهتدوا إلى الإسلام " افتتح الدكتور مصطفى بوجمعة كلمته بالإشارة إلى ضرورة التعامل مع المنهج النقدي للعلماء المهتدين بدقة وعلم ، ثم تحدث عن مفهوم هذا المنهج وحقيقته و كونه منهجا موضوعيا بناءا ينطلق من التجربة الشخصية ويهدف إلى إظهار الوضع الذي وصلت إليه الأديان التي كانوا يدينون بها .
وقد حاول المحاضر إبراز تلك المميزات بعرض نماذج من النصوص المقتطفة من الكتب التي ألفها بعض العلماء المهتدين ووجهوها لأهل الكتاب ، و منها كتاب " بذل المجهود في الرد على اليهود " لصاحبه السموأل بن يحيى المغربي .
أما المداخلة الأخيرة فكانت بعنوان :" نحو استثمار أمثل لفكر المهتدين في الحوار الديني المعاصر " نبه خلالها الدكتور عبد العزيز اشبابو إلى ضرورة الحوار الديني خصوصا في عالم اليوم.
وانتقل بعد ذلك إلى عرض تصورات الدكتور " مصطفى بوجمعة " لطريقة استثمار فكر المهتدين وتجربتهم في المجال التربوي التعليمي عن طريق التعريف بهم وتحليل فكرهم ومناهجهم وإدراجها في المقررات الدراسية ، وخلق مسالك جامعية متخصصة ، بالإضافة إلى وضع شبكة لأهم القضايا التي تناولوها في كتبهم ... ، وفي مجال الإعلام بتحويل قضية علماء المهتدين إلى قصص مكتوبة أو شريط مرسوم أو رسوم متحركة أو أشرطة وثائقية .
وقد نوه الدكتور اشبابو بهذه الآليات واعتبرها خير مسلك لاستثمار فكر العلماء المهتدين والاستفادة منه .
وفي ختام كلمته عرض السيد اشببابو نموذجا لقصة وشريط مرسوم يتحدث عن طفل اسمه " أنسيلم" نشأ وترقى في النصرانية ثم اهتدى إلى الإسلام .