في إطار حرصها على الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والتحسيس بها ، نظمت كلية أصول الدين بتطوان صبيحة يوم الثلاثاء 19 يناير 2021 ندوة فكرية في موضوع " عريضة المطالبة بالاستقلال؛ محطة مفصلية في تاريخ المقاومة الوطنية المغربية " بتعاون وتنسيق مع المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير (مديرية تطوان) بمشاركة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد التمسماني عميد كلية أصول الدين ، والسيد نائب عميد كلية أصول الدين المكلف بالبحث العلمي و الشراكة والتعاون ، والسيد مدير فضاء الذاكرة التاريخية بالمندوبية الأستاذ عادل الدكداكي وقد نظمت الندوة حضوريا _ مع مراعاة الضوابط الاحترازية المعمول بها_ وفي نفس الوقت عن بعد لفائدة طلبة مركز الدكتوراه وغيرهم من الباحثين المهتمين ، وحضر الندوة كل من نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية ،ورؤساء الشعب بالكلية ،وثلة من السادة الأساتذة .
افتتح السيد العميد الندوة بعرض توجيهي تطرق فيه إلى أهمية الحدث في حياة المواطن المغربي والجدوى من التذكر والاعتبار بمثل هذه الأحداث والوقائع، مستعرضا موقع العقيدة في مسألة حب الوطن والاهتمام بشؤونه. مركزا على تذكير الطالبات والطلبة بهذا الحدث حيث لخص ذلك في خمس نقط وردت في سياق الجواب على سؤال ما أهمية تنظيم الكلية لهذا الحدث؟ وهي :
- أولا: أن إحياء مثل هذه الأحداث دليل على حياة الأمة
- ثانيا: تجدد النعمة يقتضي وجوب شكر المنعم عليها
- ثالثا : الوقوف على الدروس والعبر المستخلصة من الحدث
- رابعا: هذا الحدث وغيره من الأحداث الوطنية تشكل ذاكرة الأمة التي تمثل مرآة الحاضر ، ولا يمكن للأمة أن تعيش بدون ذاكرة .
- خامسا: في الاحتفاء بالأحداث الوطنية أداء لحقوق الوطن
تناول بعده الكلمة ممثل المندوبية السامية، ذ.عادل الدكداكي، عرض فيها مستفيضا وثيقة المطالبة بالاستقلال ومضامينها ،والموقعين عليها، والظروف السياسية والدولية ، التي تم فيها هذا الحدث المتميز والهام، منتهيا إلى الحديث عن سابقة تقديم عريضة 14 فبراير 1943 ، بالمنطقة الخليفية (الحماية الاسبانية) والتي سبقت عريضة 1944، في المبادرة إلى إثارة واقع انحراف الاحتلال الاسباني عن تطبيقه مضامين معاهدة الحماية، مما استوجب المطالبة بوضع حد لها، وتمكين البلاد من حقها في الاستقلال والتحرر.
بعد ذلك تناول الحديث نائب العميد المكلف بالبحث العلمي والشراكة والتعاون ذ. زين العابدين الحسيني ،بسط من خلاله مجموعة من الأفكار والملاحظات وضعت الحدث في إطاره التاريخي العام، ملفتا الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بالشق السياسي والتنموي من نضال المقاومة الوطنية، إلى جانب الشق الجهادي، وذلك بالنظر إلى أهمية العمل السياسي والدبلوماسي والتعليمي والثقافي والتنموي ،الذي لا زال لم يأخذ حظه بعد من الاهتمام اللازم، وانتهى إلى التذكير بتركيزه على تسلسل المطالب الوطنية ...التي أثمرت عريضة 11 يناير 1944،المحتفى بها مذكرا بالخصوص بعريضة المطالب الشعبية التي سلمها أقطاب الحركة الوطنية بالشمال إلى رئيس الدولة الاسبانية بمدريد عقب قيام النظام الجمهوري بإسبانيا في ماي 1931، مختتما مداخلته بحث الطلبة والطالبات في مركز الدكتوراه بضرورة التصدي لهذا المجال بحثا وتمحيصا مما من شأنه كتابة جوانب مهملة من تاريخ الحركة الوطنية وحفظ الذاكرة الجماعية للمغاربة.
واختتمت أعمال هذه الندوة بتقديم هدية الكلية للأستاذ عادل الدكداكي الذي شرف الكلية بالمشاركة في هذه الندوة الفكرية الوطنية.