احتضنت كلية أصول الدين بتطوان صباح يوم الاثنين فاتح صفر الخير 1436 هـ الموافق لـ : 24 نوفمبر 2014 م درسا افتتاحيا بمناسبة انطلاق الموسم الجامعي2014/2015 تحت عنوان " حاجة العلوم الشرعية إلى علوم اللغة العربية " ، ألقاه فضيلة العلامة الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين
افتتح الدرس بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، وبتلاوة سورة الفاتحة ترحما على شهداء الفيضانات التي عرفتها بعض أقاليمنا الجنوبية الأسبوع الماضي .
في كلمته الافتتاحية بالمناسبة رحب عميد كلية أصول الدين فضيلة العلامة الدكتور محمد الفقير التمسماني بالسيد رئيس الجامعة ونائبه وبالسادة رؤساء المجالس العلمية وبالسيد رئيس المجلس الاقليمي والسيد المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالجهة وبالسادة أعضاء المجالس العلمية والمناديب الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبممثل السلطات المحلية وبكافة الشخصيات الحاضرة من علماء ومفكرين وباحثين وبأساتذة الكلية والطلبة وعموم الحاضرين شاكرا الجميع على تلبية الدعوة ، مذكرا بأهمية المناسبة التي تعد عرسا علميا تنوعت فيه المناسبات وتعددت فيه الاحتفالات من احتفال الأمة المغربية بعيد الاستقلال المجيد الى احتفال الكلية بالنتائج السارة التي حققها طلبتها وطالباتها على جميع المستويات وبتخرج الفوج الرابع من ماستر العقيدة والفكر في الغرب الإسلامي إلى احتفال آخر من نوع خاص يترجمه عنوان الدرس الافتتاحي فهو يتضمن احتفالا بالعلوم الشرعية وأهلها وبعلوم اللغة العربية وأربابها . كما أشار السيد العميد الى جملة من الانجازات التي تحققت بجامعة القرويين في عهد رئيسها العلامة الدكتور محمد الروكي وكان آخرها زيارة وفد الجامعة الناجحة إلى مدينة كازان عاصمة جمهورية تتارستان ، مثل الكلية فيها عميدها الدكتور محمد التمسماني . لتنتقل الكلمة بعد ذلك إلى فضيلة الدكتور محمد الروكي لإلقاء محاضرته حيث شكر في البداية السيد عميد كلية أصول الدين لإتاحته فرصة اللقاء مرة أخرى بأساتذة وطلبة هذه الكلية العتيدةالتي استوعبت لقاءات علمية كثيرة فدخلت بذلك في سجل التاريخ ، تاريخ العلم والفكر والثقافة الإسلامية .
ليبدأ بعد ذلك في إلقاء محاضرته : " حاجة العلوم الشرعية إلى علوم اللغة العربية " ، معتبرا الموضوع في غاية الأهمية باعتبار المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إليه والتبصر به والعمل له ، حيث حدد المقصود بالعلوم الشرعية في معناها الأخص باعتبارها مستمدة من الكتاب والسنة ، وأن باقي العلوم الإسلامية الأخرى إنما هي تابعة لها ومتفرعة عنها . أما علوم اللغة العربية فالمقصود بها إما تلك العلوم التي نشأت وتأسست لفقه اللغة العربية ، أو نصوص اللغة أي عيون الكلام العربي ، ولإتقانها والتفقه فيها لا بد لها من المعنيين معا .
ولفهم العلوم الشرعية والتفقه فيها وإدراك كنهها لا بد لها من وعاء وهو علوم اللغة العربية . وقد برهن المحاضر على هذه المعادلة بما يلي :
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية الشريفة ، والتمسك بها هو تمسك بالكتاب والسنة ، ففهم الفرع يكون بفهم الأصل من باب أولى
العلوم الشرعية كانت تدرس ويؤلف فيها باللغة العربية
أن علم أصول الفقه نشأ أساسا لفهم العلوم الشرعية والإستنباط منها ، وهو قائم أساسا على علوم اللغة العربية
حين الكلام على درجة الاجتهاد ، يتحدث العلماء على لائحة شروط منها حذق المجتهد لعلوم اللغة العربية
أن مقاصد الشريعة علم متفرع من علم الأصول ، وللتمكن من إثبات طرق المقاصد لا بد من الطرق الشرعية والتي من أهمها علوم اللغة العربية
وفي ختام هذه المحاضرة أتحف السيد الرئيس جموع السادة الحاضرين بقصيدة شعرية رائعة في حق هذا الصرح العلمي العتيد كلية أصول الدين بتطوان .
وبموازاة هذا الدرس الافتتاحي القيم انطلق حفل تخرج الفوج الرابع من " ماستر العقيدة والفكر في الغرب الإسلامي " بكلمة الدكتور محمد الشنتوف باسم منسق هذا الماستر الدكتور محمد الفقير التمسماني ، كما عرف الحفل إلقاء عدة كلمات :
كلمة منسق مسلك الإجازة الدكتور أحمد مونة
كلمة باسم خريجي طلبة ماستر العقيدة والفكر ألقاها الطالب الباحث محمد شابو
كلمة باسم خريجي مسلك الإجازة ألقاها الطالب الأمين الأنجري
كلمة باسم اللجنة الثقافية بالكلية ألقاها الدكتور عبدالله السفياني
وقد أشادت مجمل هذه التدخلات بالدور الريادي الذي تضطلع به كلية أصول الدين باعتبارها رائدة في مجال الدراسات والبحوث العقدية على الصعيد الوطني .
وعلى هامش هذا الحفل تم تكريم الأستاذ محند الورياغلي رحمه الله وتسلمت زوجته درع الكلية نيابة عنه ، والعلامة الأستاذ محمد الشاط الذي تعذر عليه الحضور بسبب المرض فتسلم درع الكلية نيابة عنه السيد عميد الكلية .
كما تم تكريم الموظفتين بديعة بلقات ورشيدة الغريش .
وجريا على السنة الحميدة التي دأبت عليها الكلية في تكريم وتقدير كل من يسدي لها خدمات فقد سلم عميد الكلية درع الكلية الى الأستاذ الدكتور البشير الريسوني شاكرا صنعه في التبرع بمكتبته الخاصة الى مكتبة أصول الدين . كما سلمت جوائز قيمة وهي عبارة عن حواسيب محمولة للطالبات والطلبة المتفوقين في مختلف الأسلاك الدراسية وشواهد تقديرية لمجموعة من الطالبات والطلبة الذين سا هموا في عملية ترقيم المكتبة .
واختتم الحفل على إيقاع النشيد الوطني .